الجمعة، 10 يونيو 2011

"الدين السومري"



"الدين السومري"
تأليف: الدكتور خزعل الماجدي
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع/224صفحة

اللحظة السومرية تظل لحظة نادرة لأنها لحظة الانعطاف من (ما قبل التاريخ) إلى (التاريخ).
عكس الدين السومري إيقاع بيئته الطبيعية، المائية والزراعية، والتي كانت رحماً للآلهة المتنوعة الضاجة في نسيجه، ولكن ذلك لم يمنع السومريين من شحذ إحساسهم الروحي العميق واستبطانهم العقلي المرهق لتصور إله واحد للكون هو (آن)، أو لتصور إله واحد للأرض هو (إنكي)، أو لتصور إله واحد لسومر نفسها هو (إنليل).
كذلك عكس الدين السومري إيقاع ماضي الإنسان الروحي قبله، في عصور ما قبل التاريخ، فقد ورث هذا الدين أعلى تجليات الروح الإنساني ونظمها من جديد وفق سياق متطور وغني.



وكان الدين السومري بمثابة (الدين الأول) فلإنسان من حيث امتلاكه أنظمة لاهوتية ومثولوجية وشعائرية متكاملة ومنسجمة فيما بينها، وقد كانت أديان ما قبل التاريخ تعاني من عدم نضج هذه الأنظمة وعدم تبلور ملامحها الخاصة وترابطها وانسجامها.
في هذا الكتاب تسليط الضوء على منظومات الدين السومري الرئيسية الثلاث (المعتقد، الأسطورة، الطقوس)، عبر عدة محاور، فقد خصص الفصل الثاني لمناقشة المعتقدات الدينية السومرية، أي النظام اللاهوتي لهذا الدين من خلال تحليلنا للمؤسسة الدينية السومرية وكيف تشكلت، ومن خلال عقائد الربوبية المتشابكة داخل جهاز الآلهة الفعال والحيوي. ومن خلال عقائد الخلود والعود الأبدي التي وضع السومريون أول بذورها ثم سادت فيما بعد في الديانات والفلسفات والعقائد الروحية اللاحقة. ومن خلال عقائد ما بعد الموت التي نشطها السومريون وأعطوها فكرتهم الخاصة عن علاقة الجسد بالروح بعد الموت، وشكل العالم الأسفل وقوانينه، ورأيهم في القيامة وبعث الأموات.
أما الفصل الثالث فقد أفرد للآلهة السومرية، ووضع شجرة أنساب لها وعرف بجميع أبناء هذه الشجرة، وكانت له وقفة خاصة مع رموز الآلهة السومرية التي كانت تعبيراً مدهشاً عن التجريد المثولوجي وملهماً هائلاً للفن والدين في سومر.
وفي الفصل الرابع تم إكمال منظومة المثولوجيا السومرية بالحديث عن الأساطير السومرية بعروض موجزة وبتصنيف جديد سعى فيه إلى إعطاء فكرة سريعة عن هذه الأساطير وما تحمله من المعاني العميقة.
الفصل الخامس كان لمناقشة الشعائر والطقوس السومرية التي وجد أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية هي الشعائر اليومية المعتادة، وشعائر المناسبات كالولادة والزواج والموت، والشعائر الدورية التي هي الأعياد والاحتفالات السومرية.
أما المكونات الثانوية للدين السومري (الأخلاق والشرائع) فقد توقف عندها في الفصل السادس وعرض لأوجهها العرفية والتشريعية وتوقف عند الفقه السومري ومفهوم العدالة الإلهية.