التسميات

السبت، 11 يونيو 2011

بخور الآلهة



بخور الآلهة 
    تأليف: خزعل الماجدي  
        
   الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع/  504صفحات


لم يعد هناك شك في أن تلازم الجوانب الروحية مع الجوانب المادية للإنسان كان وما زال السبب الرئيس في التبدلات النوعية التي شهدها الإنسان منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا. وإذا كانت منظومة السحر والعرافة والأسطورة والدين تشكل الجانب الروحين فإن الطب والفلك والكيمياء تشكل بدايات العلم وهو يفحص الإنسان والكون والأشياء، وكانت تلازمهما أمراً لا مفر منه لأن الإنسان كان يرى العلم ويتصل به بروحه لا بحواسه فقط. وقد هال العلماء والباحثين هذا التلازم الذي حفل به الشرق القديم والذي كان مدعاة لانسجام وتناغم ظل الإنسان متوازناً فيه بدعة وسلام،
 وحتى إذا ما جاء عصر الإغريق بدأت الإنشطارات والتشققات تسري بين هذه الحقول، ومازالت إلى هذا اليوم، ورغم التقدم العلمي السريع الذي تحقق من جراء ذلك.. إلا أن هذا العزل الحاد بين حقول وعي الإنسان وتجربته أضر بالإنسان وبانسجاماته مع محيطه وقواه، وكم من شاعر أو فنان أو عالم ذي رؤيا بعيدة حاول خياطة الشق الذي فضل بين الروح والعلم إلا أن سعير العلم والمادة محفوفاً بنزعات الاستهلاك السريع، كلها، حالت دون ظهور توازن جديد. هذا الكتاب، وهو في الأساس أطروحة دكتوراه تقدم بها الباحث خزعل الماجدي إلى معهد التاريخ العربي والتراث العلمي
 للدراسات العليا، هو محاولة لفحص التلازم بين الطب والسحر والعرافة والأسطورة والدين في تراث وادي الرافدين سومر، أكد، بابل، آشور، وقد آثر بعد حصوله على شهادة الدكتوراه أن يعد هذه الأطروحة ككتاب يتناسب مع إمكانية تقديمه سلساً للقراء، ولذلك لين الجانب الأكاديمي وجعله أكثر استساغة لمقتضيات القراءة الممتعة فوضع ما يتناسب من التعديلات ووسع الفصل الأول الخاص بالمقدمة العامة للسحر والأسطورة والدين والعلم وجعله فصلاً يصلح أن يكون كتاباً قائماً بذاته لهذه الحقول بغض النظر عن زمانها ومكانها. كذلك أضاف ما يستحق في الفصل الأخير المخصص
 لنظرة العلوم الحديثة لهذه الحقول حتى بدا هذا الفصل أيضاً وكأنه كتاب منفصل تطل من خلاله العلوم النفسية السايكولوجية والباراسيكولوجية والعلوم الطبيعية الكوانتية والنسبية والكلانية إلى السحر والعرافة والأسطورة والدين، وتفسرها إما من خلال قوى تصادمية بين الإنسان والكون كما في علوم الباراسيكولوجية، أو من خلال قوى غامرة يموج بها الكون ويشمل بها الإنسان باعتباره عقدة أو ندبة طاقوية كما في العلوم الطبيعية.